كنت أنتظرأوراق الورد.....!
لبرهة .....توقفت الأجساد الراقصة عن الارتعاش......وغابت العيون عن الوعي...... حين التقت رسائلها عند طبقات الكعكة الثلاث....ربما شكلت ثالوث التقاء الماضي بالحاضر والمستقبل .....كم هو مثير الاشتعال .... ماض يترنح رماده عند خاصرة الذاكرة ......ومستفبل يتطاير منه شرر الاحتفال بالغموض........ وحاضر حائر ما بين الهروب مما نحرص على نسيانه لأنا دفناه بأيدينا إلى ما نأمل نسيانه لأن نخشاه...... .لا أدري بم كان الجمع يفكر .... كانت هناك أكواد تتموج فيما بيننا ... تبادلناها في نفس الوقت... كانت النظرات ملونة ...لم تتبع هذه المرة أطياف الحداثة المرصعة بلؤلؤ الآمال وإنما ارتدت عدسات نصف شفافة... حاولت إظهار الفرح ولكن الخزائن كانت ممتلئة بما أصر على كتابة نفسه....وإن كان نقشافي الهواء....
. توقفت ارتعاشات الأجساد التي راقصتها رياح الأنغام فوق زجاج الجراح....لم يعد التصفيق مسموعا في نهاية ذروة التقاء الحلم بالحقيقة...كان صوت خافت يتوسل..... يهمس للنار بألا تتوقف .... الورود ملأت المكان....ولكني كنت أنتظر وردا تقدمه أياد أخرى......
كنت أنتظرقراءة أوراق الورد ....
لم أشتم عطرها من أميال كما أملت....لم يدق الصوت صومعة المشاعر التي بدأت تختنق تحت فوهة بركان الانتظار.....ربما قد اعتقلت أفكاري في غياهب الحصار.....ربما كنت أدرك ذلك جيدا....لكني كنت كمن يودع آخر أنفاس الأمنية......راجيا معجزة تشبه نهاية فيلم سينمائي قديم....
أهو فقدان ذاكرة حل بليال بعينها دون رفيقات السنة .......أهو مسرحية كتبها مؤلفها في لحظات ملل عابرة.....أهو خطأ اكتشفه بعد أن أقنع الآخر بصحته.......
انتهى نصي الآن......... فقد سقطت أمطار النهاية بأذيال النار .... لم تعد معالم ناصية الانتظار في مكانها........ارتفعت أصوات الصفير والتصفيق..... كان متفقا عليه بلا إرادة مسبقة من الوعي وجوب التهنئة بالعام الجديد..........شعرت بالقبلات تلون وجنتاي .....استغرقت في وحدة تقطيع الكعكة ....
أغرب ما كان أنه لم تدمع عيناي حين شعرت باحتراقهما .....بل كانتا تحكمان قبضة الجمر وتبتسمان....... ظننت بأني سأنعي نفسي في صحف اللحظات التالية.....لكنني..........وكم دهشت.... حين اكتشفت بأني أمسك الصحيفة بالمقلوب...... لم تكن قراءتي ولا أدري للأسف أم لغير الأسف .......صحيحة.....هل كان تعثرا بإعلام أصفر يتقن فن استعمال الصور البلاغية وغير البلاغية......أكان طاووسا يتنزه في حديقتي أحب الظهور بين زهراتي.....وانسحب حين ظن بأنه نجح......أم هي عادات للبعض يمارسونها في الخفاء لملء ثغراتهم التي يخشون اطلاع المحيط على خلجان حرمانهم من مياهه.....
أيا كان ما كان ......... أتعجب الآن.....
لم أعد أنتظر قراءة أوراق الورد.....
في الواقع .........هو لم يكن وردا........