تـــــلكَ الدمـــــاءُ لِمَـنْ ؟؟؟

تلكَ الدمـــــاءُ لمـَــنْ ؟ قالــــــــوا لمسلمةٍ ---- ضــــــاعتْ كـــــــرامتُها من ذلِّ واليها

صـــــاحتْ على وطـــــنٍ تـــدعو لنجدتِها ---- فالصـــــوتُ غابَ ولم يحـــفلْ بمـاضِيها

ليـــــتَ المنــونَ وما في الموتِ من شجنٍ ---- يكـــفي الشــــريدةَ ما لاقــــتْ نواصِـيها

دبَّ المشــــيبُ من الأهــــوالِ في خُصَلٍ ---- والحــــــسنُ وَلَّى من وجـــهٍ سَـَــما فيها

قــالتْ لقــــــومٍ قد صـُـَّـْــمت مَسَـــامِعُهمْ ---- أينَ البطـــــولةُ يا مَنْ تفخــــــــروا فـيها

ضـــــــاعتْ كــــــرامتُها والدمـــعُ منهمرٌ ---- والـدارُ باتـــتْ عـــــــنواناً لرامـــِـــــيها

تبكـــي العــــروبةَ والإســــــلامَ في زمنٍ ---- صــــارَ البُغَـاثُ كَـِنْسٍــر في روابِـيـــــها

فانظـــــرْ بعـــينكَ قد ضـــاعتْ نَواظِرُهَـا ---- واحــــكِ لـها قصـصـاً قدْ مـاتَ راوِيــها

وانـْعِ لها أرضــــاً جَـــــفَّتْ جــــــداولها ---- والطــــيرُ هـــــاجرَ من أطـــرافِ واديها

واســــــألْ دموعــــاً قد فــاضتْ مَـنَابِعُها ---- هــــــلْ يــنفعُ الدمــــعُ قديـــــساً يناجِــيها

لا ينفـــعُ الحــــــزنُ مَنْ بَـاتَـتْ مَــرَاتِعَهُ ---- تشــــــكو الهـــوانَ وقدْ ذُلًّــــتْ حَوَاشِيها

فالأرضُ تـســــألُ في الظــــلماءِ عن قمرٍ ---- غــــابَ الليـــالي والجــــــــرذانُ تُدْمِيها

تحــــــكي مـــــدائنها من فَرْطِ حـــسرتها ---- كــــيفَ الرحـــــيلُ بلا ســــيفٍ يواسِــيها

كـــــيف الحَـــــزَانَى والأمــراضُ تقتلـهمْ ---- والجــــــــوعُ ينهــشُ أحــــشاءً ويكوِيـها

والسَّــــــيلُ يرفـضُ صَـــرْخَاتٍ على ولدٍ ---- مـــا عـــادَ يلـبسُ ما نســـــجتْ بأيديـــها

نامَ الصـــــغيرُ على حِـجْـرٍ يُذَكِّـــــــرُها ---- طـــــولَ الليــــالي والذكـــــرى ستشقِيها

عَلَّ العـــــروبةَ في يــــــومٍ سـَـــتسمعُها ---- تشــــــــكو الليالي تـــــبكي من مآسِـــيها

ألقتْ لها بحــــــــرابِ المـــــوتِ تسكنُها ---- والمــــوتُ يعجــــــبُ من صـــبرٍ يُقَوِّيها

ظَـــنَّ الطــــــغاةُ حــــــريقَ القلبِ يَقتلُها ---- والبُعْــــدُ يمحـُــــو أوتـــــاداً ْ ويَفْــــــنِيها

عادتْ لتزرعَ في أحـــــــــشائِها قــــدراً ---- فيــــهِ المخـــــيمُ رمــــزٌ من تـــَـــحَدِّيها

قالــــتْ وقــدْ زرعتْ في الأرضِ سنبلةً ---- هــــذي البـــــــلادُ لِمَــــنْ بالـــدَّمِّ يَرْوِيها

--------------------------------------------------------------------------------
أيلول 2001