انتهت عناويني....!

عدد الرسائل : 1 تاريخ التسجيل : 24/07/2008

انتهت عناويني....!
لأنك لم تسمع أنيني تلك الليلة ....لم تـُدرك كيف يكون الـّنـُواح بصمت القبور...لم تـُدرك أنني كنت ُكالبحار حـُزناً على نفسها حين فقدت ماء وجهها تلك الليلة الحارة من تموز وكالقفار حين قهرها ما جرفته عاصفتك من جسدها المهترئ بالذكرى و بانتظارك وكالرياح تلطم نفسها كمجنون ثبتـَّهُ إلى خلاياك الكهربية العاتية في الأزقة والزوايا وفي كل الأماكن ...لأنَّك لم تعرف لون الذبح بنصل صدئ.....لن تستطيع مخيلتك أن تصور لك كيف أصدأ أنا الآن بما غرسته في صميمي من طعناتك النحاسية الخضراء....ولن تستطيع قدرتي أن تحدد لي كم من أطنان الوجع سأتمكن من رفعها كل يوم حين أنهض من موتي الليلي لأعود إلى موتي النهاري......أنا الآن ميتةٌ سيدي ....أنظرُ إلى مرآتي ....أحاول أن أنهـَرَعيني عن استنزافي وأتوسل إليهما بالكفّ عني....فأخشى إمعان النظر في تلك الهيئة الخالية من المعالم الأحيائية....الباهتة كالكفن القديم.....!

ألأنني كنتُ أجمع حبـّات المطر حين يشفق عليَّ مقياس الحرارة ويود رفع رأسه إلى ما فوق الصفر لأسقيك ما يرطب قلبك ظناً مني بأنك ظمىء بين الصحاري ... جعلتَ المطر دمعاً استوائياً أغتسل به بلا انقطاع...؟! أم لأني كنتُ أنتظر الساعات الطوال فوق رمال استوائك الذي يغلي أسفل قدماي لأغزل من سرابك ثريّا تضيء لك حين تـُظلم دنياك.... تضعـُني فوق مشواتك مبتسماً حين تتصاعدُ رائحة احتراقي وتسألني ....ما بك قد تغير لونك؟!

ربما قد بدأتُ الآن مرحلة المختبر....لأنني سأكون جسد اختبار وروح اختبار لتجارب الشفاء منك وليس الهدف الشفاء لأعود للحياة وإنما الشفاء بغرض الخلاص.....فأياً كانت تلك الأمصال سأجربها....وأياً كانت أحجام السموم سأجرعها....فلم أعد أجيد التذوق كما كنت....لأنني فقدث ثقتي بحواسي حتى باتت لا تشتهي غير رطوبة ما تحت التراب....ولا تفتقدُ غير دود الأرض مؤنساً....فهو الوحيد الذي لم تجربه حتى الآن.....لم تـَعـُد لأي ذات إنسانية ما اعتدتـُه من تجسدّ ها أمامي...فقد أصبحت جميع الموجودات خواء.... وجميع الكلمات هباء.....
أصبحتُ أدرك الآن لم يرقص الطير الذبيح كما لا يرقـُصُ العاشق .....سأعاشر الرقص سيدي ... وسأصادقُ منافضي القديمة فقد هجرتـُها منذ عرفتـُك...إنـَّها تشتاق إليَّ الآن.... فلم يعـُد يهمـُّني أن تصفرَّ أناملي ...أو يـَسـْوَدَّ داخلي... لم يعد هناك ما أنتظر منه الفرح
منذُ اليومَ أنا ظلمةٌ ترتدي الألـوان وتكتـُب بدمها ....!
ليصفقّ الجميعُ ابتهاجاً بالنصوص